جماعة الدعوة والتبليغ
س321: هل جماعة الدعوة والتبليغ تعتبر من أهل السنة والجماعة .. وهل علماؤها سلفيون .. وهل طريقة خروجهم في سبيل الدعوة إلى الله مشروعة .. وهل هم من الطائفة المنصورة ..؟؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. جماعة التبليغ خليط جامع من الناس .. قد تجد فيها أفراداً من كل الاتجاهات .. وأفراداً لا يعرفون لماذا هم يخرجون مع جماعة التبليغ .. لكن أعجبهم أسلوب الخروج والنوم في المساجد .. وهم كتجمع وعقيدة ومنهج عندهم ما يوافق منهج أهل السنة والجماعة .. وعندهم ما يُخالف منهج وعقيدة أهل السنة والجماعة .. وعليه فهم ليسوا من أهل السنة والجماعة على الإطلاق .. كما أنهم ليسوا خارجين على منهج وعقيدة أهل السنة والجماعة على الإطلاق ..!
وعن علمائهم .. لا أعرف أن فيهم علماء ربانيون مجاهدون .. ومشايخهم في الهند والباكستان .. وماليزيا ـ كما لمست ذلك منهم بنفسي ـ يغلب عليهم التجهم والإرجاء .. والتعصب الشديد للمذهب الحنفي .. وبالتالي لا نستطيع أن نصفهم بأنهم سلفيون ..!
أما عن طريقة خروجهم فهل هي مشروعة ..؟
أقول: لو تعلَّموا .. ورتبوا الأولويات .. وفق ضوابط الشرع .. قبل الخروج .. لكان خروجهم أنفع وأكثر مشروعية .. وخروجهم لا يخلو من مخالفات شرعية .. كما لا يخلو من خير ونفع لعامة المسلمين.
ومن أشد ما يؤخذ عليهم ـ كطائفة أو جماعة ـ أنهم عملياً لا يرون الجهاد في سبيل الله .. ويحذرون أشد الحذر أن تتخللهم عناصر جهادية وهم لا يعلمون .. كما أنهم لا يهتمون بشؤون الأمة العامة .. ولا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر إلا فيما يخص طريقتهم المعهودة في الخروج .. فضلاً عن أن نعتبرهم جماعة تسعى لاستئناف حياة إسلامية راشدة ..!
فهم لأن تنام معهم ليلة ـ بعيداً عن أهلك ـ في المسجد .. خير لك ألف مرة من أن تبيت مرابطاً ومجاهداً في أكناف بيت المقدس .. وعلى جبال الشيشان ..!
ولا أنسى ذلك الشيخ المسكين الذي أصر على زيارتي في منزلي .. ليسمعني عبارتهم المكررة والمعهودة .. إن نجاحنا وفلاحنا .. فلما انتهى من حديثه .. سألته من أي البلاد أنت ..؟ فأجابني أنه من فلسطين .. من غزة .. وأنه خرج من غزة منذ كذا يوم ..!!
فقلت له: فلسطين تشتعل ناراً على المسلمين .. وأبواب الجهاد والخير مفتوحة على مصراعيها هناك .. وبخاصة في غزة .. الرباط ليوم واحد يُعادل عبادة ستين عاماً عند الكعبة المشرفة .. كما ورد ذلك في الحديث .. وأنت هنا وفي منزلي بعيداً عن أهلك وموطن جهادك مئات الأميال .. لتقول لي نجاحنا وفلاحنا .. ثم هل انتهيت من تبليغ أهلك أهل غزة .. ومن حضهم على الصلاة .. لتقصد هذه الديار البعيدة .. حقاً إن الشيطان قد لبس عليك .. بل وضحك عليك .. وعلى من هم من أمثالك .. وما أكثرهم في جماعة التبليغ ..!!
أمَّا أنهم ـ كتجمع ـ هل هم الطائفة المنصورة أو منها .. فقد عرفت الجواب مما تقدم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.