موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

كفر النعمة

0 213

س328: ما هو كفر النعمة، وهل المعصية تُنقص الرزق مع أن الرزق مقدر قبل أن يخلق الإنسان .. وجزاكم الله خيراً ؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. كفر النعمة هو كفر الإحسان والخير والمعروف، وهو يُقابل الشكر؛ فمن شكر المعروف والإحسان فما كفره، ومن قابله بالجحود والنكران .. فقد كفر النعمة، كما في قوله تعالى عن نبيه سليمان:)  فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ(. أي أأشكر النعمة أم أكفرها ..؟

وفي الحديث الذي أخرجه مسلم عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:” أُريت النارَ فإذا أكثر أهلها النساءُ يكفُرن ” قيل: يكفرن بالله ؟ قال:” يكفرن العشير ـ أي الزوج ـ ويكفرن الإحسان؛ لو أحسنت إلى إحداهنَّ الدهر ثم رأتْ منك شيئاً قالت ما رأيت منك خيراً قط “. فالكفر هنا يُراد به كفر النعمة والإحسان .. وهو الذي يُطلق عليه أهل العلم بالكفر دون كفر؛ أي ليس بالكفر الأكبر الذي يُخرج صاحبه من الملة.  
وكون المعصية تُنقص الرزق وترفعه، وقد تمحقه .. بحسب نوعية المعاصي والذنوب ..  فهذا لا يتعارض مع كون الرزق مقدراً له قبل أن يُخلق؛ وبيان ذلك أن الله تعالى يعلم ما سيفعله عبده من المعاصي والذنوب .. ومن قطيعة الرحم وعقوق الوالدين .. قبل أن يخلقه وقبل أن يخلق الخلق .. فيقدر له الرزق الذي يستحقه كمذنبٍ وعاصٍ .. وقاطع للرحم .. التي لولاها لكان له تقديراً آخر .. ورزقاً آخر.
ويمكن القول كذلك: أن الله تعالى قدر لعبده الرزق .. وقدر له المعاصي التي تمنع من وصول هذا الرزق له .. فالرزق وموانع نزول الرزق .. وأسباب نزول الرزق .. كلها بقدر .. وكلها قد أحاط الله تعالى بها علماً قبل خلق الخلق .. فقدر يدفع قدراً .. وقدر يستجلب قدراً .. وقدر يُعالج قدراً .. وفي النهاية لا يكون إلا المقدور والمكتوب.
مع التنبيه أن الفقر .. لا يلزم بالضرورة أن يكون بسبب المعاصي والذنوب، كما أن الغنى لا يستلزم أن يكون بسبب فعل الطاعات والحسنات .. والله تعالى أعلم.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.