حكم تدريس الأبناء في المدارس التي يشرف عليها العلمانيون
س992: يا أستاذنا .. أنا شاب تركي تخرجت من جامعة الأزهر .. قرأت كل كتبك القيمة .. عندي سؤال هام بالنسبة لي ولإخواني الأتراك، وهو: ما حكم تدريس أولادنا في المدارس الابتدائية التي هي تحت سيطرة وإشراف العلمانيين .. مع العلم أن أبناءنا عند التدريس قد يتلفظون ببعض العبارات الكفرية والشركية .. ويقعون في بعض الأفعال الكفرية .. وهذه المرحلة من الدراسة إجبارية تعاقب الحكومة الآباء الذين يمنعون أبناءهم من الالتحاق بالمدرسة بالسجن ونحو ذلك .. وفي هذه الحالة هل يكفر الأبناء أو آباؤهم بذلك .. وشكراً؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. هذا سؤال قد أجبت عنه أكثر من مرة .. وأقول هنا: هذه المشكلة الخطيرة الآنفة الذكر في السؤال لا تخص المسلمين في تركيا وحسب بل هي تعم لتشمل أكثر من مليار مسلم منتشرين في أمصار عدة تحكمهم أنظمة علمانية كافرة .. لذا فهي مشكلة كبيرة تستدعي استنفار طاقات وعقول جميع أولي الأمر وأهل الحل والعقد من المسلمين عسى أن يجدوا حلاً مناسباً لهذه المشكلة الكبيرة والمهملة من كثير من الناس وللأسف!
فالمشكلة ـ من وجهة نظري ـ أكبر من أن يُقال فيها قولاً واحداً يجوز أو لا يجوز .. ثم تُهمل من غير متابعة ولا بحث عن بديل يرقى إلى مستوى المشكلة وحجمها!
فإن قيل إلى حين وجود هذا الحل المتعسر على المنظور القريب ألا يوجد اقتراح أو حل قريب يسير يقلل من الضرر يمكن لنا أن نسلكه؟
أقول: أقترح الآتي:
1- يجب على الوالدين ـ إن استطاعا ـ أن يبحثا عن بديل مناسب أو أقل ضرر، كاللجوء إلى المدارس الخاصة الآمنة من المزالق الآنفة الذكر إن وجدت وكان ذلك ممكناً.
2- تحصين الأبناء بالعلم الصحيح الذي يمكنهم من تفادي الوقوع في مثل هذه المخالفات الواردة في السؤال، ومن ذلك تدريبهم على المواراة .. كأن يحركوا شفافهم بسب الطاغوت ولعنه بدلاً من مدحه والتغني باسمه عندما يجبر الأولاد على تقديم التحية له .. أو أن يقرأ في نفسه وبصوت خفي سورة الإخلاص أو الكافرون عندما يُجبرون على تقديم تحية العلَم .. ومن ذلك أن يملكوا الشجاعة في أن يقولوا لا لكل ما يخالف ويتعارض مع عقيدة الإسلام، ولو اضطر والده إلى الاستدعاء أو السجن، فأن يُسجن أبوه وولده في المدرسة قد امتنع عن ممارسة شعارات الكفر خير من أن يُسجن بسبب إخراج ولده من المدرسة .. هذا إذا كان لا بد من السجن كما ورد في السؤال.
3- فإن حصل شيء من المخالفات بعد الأخذ بتلك الأسباب والاحتياطات .. أرجو أن يُدرج تحت عنوان وعذر الإكراه الذي يُرفع معه الحرج إن شاء الله.
هذه هي مجتمعاتنا ـ وللأسف ـ لا يمكن لنا الهروب منها .. فالمطلوب من الأمة إن رأت منكراً أن تغيره وتجاهده بكل ما أوتيت من قوة .. لا أن تهرب أمامه ومنه .. هذا الذي أقترحه، وهذا الذي يحضرني الآن كجواب عن سؤالك، والله تعالى أعلم.