نذارة الرسل
س1016: أولاً: الكافر الذي لم يسبق له أن دخل الإسلام فإن بلغته نذارة الرسل فهو كافر بعينه معذب يوم القيامة إن مات على كفره ، فهذا ماذا نسميه كافر مشرك أم نقتصر على أحدهما؟
ثانياً: وإن لم تبلغه نذارة الرسل فهو يكون كافراً بعينه لكن لا يُجزم بعذابه يوم القيامة، فهذا ماذا نسميه أيضاً ..؟
ثالثاً: وماذا عن من كان حديث عهد بالإسلام ولم يبلغه من العلم ما يدفع عنه هذا الجهل .. ومات على ذلك الكفر ، فماذا نسميه؟
فلو يا شيخ لم نحكم عليه بعينه أنه كافر ـ وهذا حق لأن الجهل من الموانع المعتبرة ـ أو يُجزم بعذابه يوم القيامة .. فماذا نسميه لا شئ يعني هل نتوقف، وهل يجوز أن نترحم عليه أم ماذا .. وهل لهذا الصنف اختباراً في عرصات يوم القيامة؟
شكر الله لكم حسن اهتمامك وبارك لكم في الرزق والوقت والعافية والسلامة في الدنيا والآخرة والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
الجواب: الحمد لله رب العالمين. الأول: نسميه كما سماه الله ورسوله كافر مشرك.
أما الثاني: نسميه في الدنيا كافر مشرك، لكن لعدم بلوغ نذارة الرسل إليه لا يُعامل معاملة الكافرين المشركين الذين بلغتهم الدعوة والنذارة، كمبادأتهم بالقتل والقتال، واغتنام أموالهم وغير ذلك .. وكذلك ـ كما ذكرت ـ لا نجزم لهم يوم القيامة بعفو ولا عذاب؛ حيث يُجرى لهم اختبار في عرصات يوم القيامة، وكل منهم يؤول إلى علم الله فيه ماذا سيكون موقفه لو بلغته الرسالة.
أما الثالث: فقد دخل الإسلام دخولاً صريحاً، ولم يخرج منه بكفر صريح لاعتراض الجهل المعجز الذي لا يمكن له دفعه.
والقاعدة تقول:” الإسلام الصريح لا ينقضه إلا الكفر البواح الصريح “.
وبالتالي فهو لا يزال على إسلامه .. فنسميه مسلماً .. ونترحم عليه .. ونرجئ أمره إلى الله تعالى فلا نجزم له بجنة ولا نار، ونعتقد أن قوله تعالى:) إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ( يطاله ويطال أمثاله من ذوي التقصير، وهو ليس ممن يُجرى له الاختبار في عرصات يوم القيامة .. فهذا لا يكون إلا لمن لم تبلغه مطلق الدعوة والنذارة، والله تعالى أعلم.