العمل في وظيفة بها أمور متشابهة
س1030: أنا موظف في دائرة حكومية خدمية أعمل مأمور مقسم ـ أي على الهاتف ـ فأحول المكالمات إلى المسؤولين في الدائرة، وهذه الدائرة تهتم بأمور الصحة والنظافة والزراعة وغيرها من الأمور الخدمية، وتنظم عملية أكل أموال الناس بالباطل مثل جباية الأموال والتراخيص وغيرها. وأنا أحاول قدر الإمكان تجنب إيصال المكالمات إلى المسؤولين إذا علمت أن هناك أمراً لا يجوز شرعاً .. فما حكم عملي هذا .. وهل أنا آثم عندما أوصل المكالمات التي لا أعلم المقصود منها والتي قد يحصل على إثرها مخالفات شرعية أو ظلم أو غيره مما تغط به الدوائر الحكومية ..؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. في مثل هذه الأمور المتشابهة التي تختلط فيها أوجه النفع مع أوجه الضر .. ينبغي على المرء أن يستفتي نفسه ولو أفتاه المفتون .. وأذكرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم القائل:” استفت نفسك ولو أفتاك المفتون ” .. فإن وجدت وجودك في الوظيفة المشار إليها أكثر نفعاً لك ولعامة الناس المظلومين والمغلوب على أمرهم .. فيكون بقاؤك حينئذٍ هو الأولى .. وإن كان العكس .. فيكون الترك حينئذٍ هو الأولى، حتى لا تقع تحت وزر التعاون على الإثم والعدوان، والله تعالى أعلم.