كيف يتعامل الشباب مع اختلافات أهل العلم؟
س1038: كيف يتعامل الشباب مع اختلافات أهل العلم .. وكيف يميزوا المحق من المبطل منهم .. وهذا الاختلاف بين العلماء إلى أين يقود الشباب المسلم ..؟!
الجواب: الحمد لله رب العالمين. هذا سؤال ورد ضمن مقال أرسل إلي يتعذر نقله .. أجيب عنه بما يلي:
فقد وقفت على الرابط الذي أحلتني إليه .. وجواباً عما تضمنه مقالك الذي يوحي بنوع حيرة في البحث عن المنهج الحق الذي يرتضيه الله عز وجل، أقول: الأمر أسهل بكثير مما تتصور وتظن .. وهو لا يستدعي منك كل هذا القلق وهذه الحيرة .. وأنا هنا أضع لك ـ وللشباب ممن يمرون بتجربتك ـ منهجاً موجزاً يُخرجك من هذه الحيرة التي تشكو منها بإذن الله، ويتلخص هذا المنهج في النقاط التالية:
1- أن تملك الميزان الذي تزن به الأمور والأشياء وتحكم عليها سلباً أو إيجاباً، مدحاً أو ذماً؛ هذا الميزان هو ” الكتاب والسنة، على ضوء فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان لنصوص الكتاب والسنة “، فأيما مشكلة أو قول، أو خلاف بين أهل العلم أو غيرهم .. تعرضه على هذا الميزان .. وتزنه بهذا الميزان .. وعلى ضوء ذلك تعرف الحق من الباطل .. والخطأ من الصواب، وما ينبغي عليك أن تتبعه وتنصره، وما ينبغي عليك أن تدعه وتتخلى عنه.
2- اعلم أن أهل العلم من قبل واليوم، وغداً يختلفون .. لأسباب عديدة منها المشروعة المعتبرة ومنها غير المشروعة وغير المعتبرة .. فليس لأدنى خلاف بين أهل العلم .. ينبغي أن يحصل القلق والشك والارتياب عند الشباب .. وبخاصة بعد وضوح الميزان الذي ترد إليه أقوال أهل العلم واختلافاتهم .. فالميزان المشار إليه في النقطة الأولى مثله مثل الغربال الذي يغربل لك الأمور ويصفيها، ويجليها على حقيقتها .. فكيف يحصل القلق لديك ولدى غيرك بعد وضوح الميزان الذي يقول عنه النبي صلى الله عليه وسلم” ما إن تمسكوا به لن يضلوا بعدي أبداً “!
3- اعلم يا أخي أن أهل العلم من قبل واليوم وغداً .. كل منهم يخطئ ويُصيب .. يؤخذ منه ويُرد عليه .. عدا النبي المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه .. ينبغي أن يُتوقع منهم الخطأ والصواب .. فليس لأدنى خطأ يقع به عالم من العلماء .. يقع الشك والريب والقلق عند الشباب .. وتُرفع راية البحث عن الحق والحقيقة!
4- فإن قلت: كيف نعرف المصيب من المخطئ .. والمحق من المبطل؟
أقول: الجواب قد تقدم في النقطة الأولى .. فتأملها جيداً!
فإن قلت: ما داموا يُخطئون ويُصيبون .. كيف أتعامل معهم؟!
أقول: لا بد أن تنظر لنوعية الخطأ ولحجمه .. فإن كان الخطأ في الأصول والعقائد .. وأخطاء هذا العالم أو الشيخ من حيث الكم تغلب على حسناته .. فالأصل هجرانه .. وتعريته إن لزم الأمر .. ودعت الضرورة لذلك .. أما إن كانت أخطاؤه في الفروع .. وحسناته تغلب سيئاته وأخطائه .. فهذا ينبغي أن نُنزله منزله الذي يستحقه من الاحترام والتوقير، ونعرف له فضله .. ونأخذ ما أصاب فيه الحق .. وندع ونرد ما أخطأ فيه .. ومن دون تعصب للأسماء والأشخاص أياً كانت هذه الأسماء أو الأشخاص؛ فالحق أولى بالاتباع، وأن ننتصف له ونتعصب … والله تعالى أعلم.