الحب والبغض
س1102: لما كانت عقيدة الولاء والبراء توجب على المسلم بغض الكافرين ومع العلم أن البغض عمل قلبي فسؤالي: أولاً كيف يجب التعامل مع الكفار بشكل عام وأنت تبغضهم؟
ثانياً: إذا كان الإسلام قد سمح بالزواج من كتابية فكيف يمكن أن يجمع الإنسان في قلبه بين حبها على أنها زوجة وبغضها على على أنها كافرة؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. بغض الكفر وصاحبه شيء .. وأن تتعامل معه بإحسان ورفق وصدق، وأمانة، وبأخلاق النبوة شيء آخر .. لا تعارض ولا تنافي بينهما .. ولو تأملت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه من بعده رضي الله عنهم أجمعين تجد أنهم قد جمعوا بين الأمرين: إحياء العمل بعقيدة الولاء والبراء في الإسلام .. والتعامل مع الآخرين ـ ممن هم في ذمتهم وعهدهم وأمانهم ـ بقمة الإحسان، والرفق، والصدق، والأخلاق الحسنة.
فأنت كما هو مطالب منك بأن تحيي عقيدة الولاء والبراء في نفسك وواقع حياتك .. فأنت مطالب كذلك بأن تكون داعية إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة .. وأن تكون مبشراً لا منفراً .. رفيقاً لا متعصباً متشدداً .. وأن تكون هماماً في إنقاذ الناس من الضلال إلى الهدى ومن الشرك والكفر إلى التوحيد والإيمان، ومن النار إلى الجنة .. وأن تكون كذلك مثلاً أعلى في أخلاقك وصدقك وأمانتك وعفتك عندما تتعامل مع غيرك أياً كان هذا الغير .. هذه المعاني والمهام كلها ـ بعضها مع بعض ومن دون الفصل بينها أو ضرب بعضها ببعض ـ ينبغي أن تشكل عندك سلوكاً وقيماً ومنهجاً متكاملاً متماسكاً تسلكه .. لا ينبغي ولا يجوز أن يُسيطر عليك مبدأ على حساب المبادئ الأخرى، أو خلقاً على حساب الأخلاق الأخرى .. ما دامت هذه الخلاق كلها مشروعة قد شرعها الإسلام وأمر بها.
مشكلة كبيرة يقع فيها بعض الخواص فضلاً عن العوام .. عندما يظنون أن خلُقاً من أخلاق الإسلام يتعارض مع خلق آخر من أخلاقه .. وأن العمل بمقتضى هذا الخلُق يستدعي رد الخلق الآخر، وإبطال العمل به .. وهذا ما كان ليكون لولا جهلهم بالإسلام وتعاليمه ومقاصده، وأخلاقه!