موقع ملتزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح بعيداً عن التعصب

الوسائل المفيدة والناجعة في وقاية عقل المسلم من الشبهات والزيغ وكلام أهل الأهواء

0 264
س1106: ما الوسائل التي تراها مفيدة وناجعة في وقاية عقل المسلم من الشبهات والزيغ وكلام أهل الأهواء، وكيف يحمي المسلم نفسه من ذلك، وهل من الحصانة الفكرية أن يمنع الإنسان نفسه من قراءة كتب أهل الأهواء والزيغ، ثم هل يجوز للمرء الذي لم تتكون لديه حصانة عقدية وفكرية يجلس أمام الرائي ويستمع للعلمانيين وأهل الهوى بحجة أنه مسلم وعنده قدر من العلم .. وما رأيك بقول بعضهم: أن منهج أهل السنة أطبق على عدم جواز الاستماع أو القراءة لكتب أهل الضلال والهوى والابتداع؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. من أبرز الأشياء التي تشكل عقيدة، وثقافة، وفكر، ومنهج المرء وسائل التلقي المرئية، والمسموعة، والمقروءة .. لذا نجد أعداء الأمة ينفقون الأموال الطائلة .. ويحرصون أشد الحرص من أجل التحكم بهذه الوسائل لعلمهم المسبق بأثر هذه الوسائل في تشكيل عقلية وثقافة وسلوك وتوجه الشعوب!
وعليه لا بد للمسلم من أن يحتاط لنفسه وأهله ودينه .. فلا يسمح للغزاة من أعداء الأمة بأن يغزوه ثقافياً وفكرياً وعقائدياً .. فإن فعل وتهاون .. سهل عليهم أن يغزوه مادياً وعسكرياً.
فكما أن المرء لا يُدخل في معدته إلا الطعام النظيف النافع .. فعليه كذلك أن لا يسمح للآخرين بأن يدخلوا في رأسه وقلبه .. ما خبث وعفن من المبادئ والقيم والأفكار الهابطة!
لا ينبغي للعاقل أن يكون ذلك الوعاء المفتوح على مدار الوقت الذي يُلقى فيه كل شيء من الأوساخ والفضلات المتعفنة المهترئة .. لذلك فهو مسؤول أمام خالقه عن سمعه وبصره وفؤاده .. هل حفظها فصانها من العبث والعابثين .. أم أنه ضيعها وجعلها مرتعاً للوحوش الآدمية والمجرمين والطواغيت، كما قال تعالى:) وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (الإسراء:36.
فإن قيل كيف السبيل للنجاة .. وما هو الحل .. ووسائل التلقي بجميع مؤسساتها الضخمة يتحكم بها العدو .. يمكرون بها ومن خلالها الليل والنهار؟!
أقول: هذا سؤال وجيه .. جوابه وعلاجه مُرٌّ وصعب .. لكن لا بد من الصبر عليه لمن أراد السلامة والنجاة، وخلاصته: أن المرء وهو في مراحل الحضانة، والتأسيس، والتكوين، والبناء، والطلب .. لا بد من أن ينقطع بكليته ـ ما استطاع ـ عن جميع المناهج، والثقافات الضارة غير الإسلامية .. ويُقبل على الارتواء إلى درجة الشبع والتضلع من معين الكتاب والسنة .. وما يتفرع عن هذين المصدرين العظيمين من علوم ومبادئ وقيم نافعة عظيمة .. وبخاصة من ذلك العقيدة والتوحيد؛ فالمرء كلما كمل توحيده وقويت عقيدته .. كلما صعب غزوه .. وقوي عنده جهاز المناعة والحصانة الفكرية والثقافية.

فإن التزم بذلك وتجاوز هذه المرحلة بخير وسلام .. فلم يعد هناك خوف عليه بإذن الله .. مهما كان المكر الذي يحيط به كبيراً .. لكن ومع ذلك لا نرى له أن ينشغل بثقافات ومناهج وأهواء الآخرين إلا إذا كان لحاجة الرد عليهم وبيان فساد وضرر ما هم عليه من تصور وقيم ومبادئ وعادات جاهلية .. وكان أهلاً لذلك، حيث أن من السلف من فعل ذلك، والله تعالى أعلم. 
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.